1996

كلمة الدكتور / فتحي أبو عرجه

رئيس هيئة المديرين / المدير العام

 

أبنائي الطلبة، ضيوفنا الأعزاء

         ونحن نحتفل اليوم بتخريج فوج جديد من أبنائنا ، ندرك أن اليوم هو عيد لنا جميعاً ، لأولنا وآخرنا ولكن لا يتم تمامه إلا إذا استطاع الصغير والكبير والبادي والحاضر ، والأب والأم ، والغائب عن وطنه أن يكونوا جميعاً في دائرة سعادة واحدة ، دائرة تشمل الوطن كله أو الأمة كلها دونما استثناء ، عيد تنتصر فيه الإرادة والعدل على ظلمات الواقع وشدائد الحياة ، فعلى أرض الوطن الواحد تنمو الثقافات ويزدهر الفكر وينعم الإنسان بالحرية، ومن أجل الوطن تذوب الفوارق والخلافات وتتوارى النزاعات ، ولا يبقى إلا مستقبل الوطن وسلامته .

    

      فطوبى للوطن الذي سيحتضن أبناءنا كما احتضن أخوة لنا سبقونا، وللمدارس النموذجية العربية التي اعتادت منذ نشأتها أن تكرم أبناءها وتودعهم وداع الوطن لشهدائه .

فطوبى لكل من أسهم وشارك في جعل هذا اليوم عيداً لأبنائنا الخريجين ، من مدرسين وأولياء أمور ولمن سبقونا في هذا المضمار.

    

      بداية إن لم نفكر في المستقبل فلن يكون لنا مستقبل ، إذ أن أخطر ما يهدد وجودنا هو أن يصل المثقفون وأصحاب الرأي والتربويون إلى نتيجة أن الأمور محسومة من قبل الأجداد ، لأن صنع المستقبل وصياغته هم مهام الجيل الجديد آخذين بعين الاعتبار أن الوطن العربي لديه من عوامل القوة المختزنة روحياً ومادياً ومعنوياً ، ما يمكنه من بناء صورة مؤكدة للمستقبل ، أكثر اتفاقاً مع أماني مواطنيه الذين تجمعهم روابط قومية وحضارية بعيدة الغور.

      نقف بعد سنوات قليلة على بوابة القرن الحادي والعشرين من الميلاد، والذي من سماته الرئيسة السباق العلمي والفكري والثقافي ، والصراع الحضاري بين الأمم ، ويدخل وطننا العربي الواحد هذا القرن مثقلاً بأعباء السنين الماضية ، من تجزئة وتبعية وتخلف وعليه أن يواجه تحدي الخيار والحسم في قضايا تتطلب قدراً كبيراً من الحكمة والصبر واستقراء دروس التاريخ وإبلاء النهضة العلمية والثقافية والتربوية أكبر الاهتمام وذلك بمضاعفة الجهود وتطوير الأساليب وتحديث الوسائل في مجال التعليم في مختلف مستوياته لتقوية الإمكانات والموارد المرصودة ، لأن أعباء بناء المستقبل الواعد لا ينهض بها إلا الإنسان المتعلم تعليماً حديثاً ويتعامل مع مستجدات العلم ومبتكرات العقل من موقع التمكن والتفوق والاقتدار لا من موقع الاتكال والعجز والشعور باليأس وهو الذي جعل التحدي التربوي والعلمي والثقافي أضخم ما تواجهه أمتنا من تحديات في يومها وغدها.

          وأخيراً ، تحية لأولياء الأمور والهيئة التدريسية والإدارية والتي ساهمت بقدر كبير في الوصول بنا إلى المستوى الذي نريد ونطمح.

 

 

وكل عام وأنتم بخير ،،

 

 

عودة