1997

كلمة الدكتور / فتحي أبو عرجه

رئيس هيئة المديرين / المدير العام

 

 سعادة الدكتور سعد حجازي الأكرم ،

السادة أولياء الأمور الكرام

زملائي أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية

أبنائي الطلاب والطالبات

         ها هو العام الدراسي قد طوى صفحاته ، وترك لأيدي البشر أن تطبع عليه حروفاً من التاريخ ، وتملأ سطور المستقبل بالوقائع والأحداث ، وتصنع من الزمن الأصم معالم الحياة النابضة بالأمل والحركة والإنجاز والقدرة على التغلب على مصاعب الحياة.

       ها هو العام الدراسي قد انقضى ، وحفل بسلسلة من الجهود والممارسات من قبل مدرسيكم    و أهليكم وإدارة مدارسكم العربية ، كانت تصب كلها في اتجاه أساسي وهو محاولة ربط الجانب المعرفي بالجانب التربوي في التعليم ، لأننا نريد أن نخرج طلاباً يدركون دورهم المجتمعي ويقدرون على استشراف مستقبل أمتهم ووطنهم والمساهمة في رسم معالم ذلك المستقبل.

      ومع نهاية كل عام، لا بد لكل منا ، من وقفة متأنية للنظر في منجزاته ، وتقييم كل الأفعال الذاتية والأحداث العامة ، بغرض استخلاص العبر والدروس . ذلك أن الأشخاص الأكفياء هم الأقدر من غيرهم على الاستفادة من تجاربهم ، والاتعاظ من أخطائهم والإصرار على تعزيز إنجازهم.

      وها هي السنون القادمة ، تطل علينا ، ولا نعرف علـى وجه اليقين هل ستكون لنا أم علينا وهل تحمل لنا الخير أم تضمر لنا الشر ، وهل ستفرض إرادتها علينا أو تكون لدينا القدرة على فرض إرادتنا عليها.

      إن المعطيات الحالية التي تجتاح أمتنا لا تشجع على التفاؤل ، إلا أننا ومن موقع كوننا مؤسسة تربوية وتربويين ونحن نساهم في التنوير والتغيير والتعليم ، لا بد أن نحتفظ لأنفسنا بأكبر مخزون من الآمال والأحلام والعزيمة على الاستمرار في التفاؤل والعطاء ، وعليه لا بد أن نبقى مؤمنين بقدرتنا على رؤية الإيجابيات ، وأن نرى شعاع الأمل من خلف الجبال والغيوم السوداء.

       وأن لدينا الإمكانات على تطوير أهدافنا وتجديد وسائلها لكي تكون في مستوى تطلعات الأمة.

      وأن نراهـن على عبقرية الأمة وسر خلودها ورسالتها الإنسانية في الانبعاث من الرماد كلما ظن اليائسون أننا نعاني من روح الهزيمة والانكسار وأننا لا زلنا نحمل بذور التفاؤل والثقة بأنفسنا وأمتنا ، وفي ذات الوقت نرفض الظلام المفروض علينا ، لأننا نتطلع إلى الفجر ، ولا ظلام أقسى علينا من ظلام الفكر والتخلف ، لأنه الظلام الذي يشل سواعد الرجال ، إننا واثقون من أنفسنا وتراثنا ، من تاريخنا ، من حضارتنا ، من هويتنا العربية الإسلامية ، لذلك علينا أن لا نخشى الأخذ بأسباب المدنية والحضارة، وإلا اقتلعت رياح العصر وجودنا ، وعلينا أن لا نتصور أو نتوهم أن الأخذ بالتراث والحضارة والثقافة العربية الإسلامية ، يمكن أن تعيق مسيرتنا وتعيدنا إلى الوراء ، وإنما الأخذ بها هو تأكيد للهوية ووفاء لها ، وعلينا كذلك أن لا نركن إلى حتمية التاريخ والأحداث ، والمتمثلة في استعادة الأمة لقدرها ووحدتها ، بل معناه أن نستنهض كل القيم الإيجابية ، ونحن نثقف ذاتنا دفاعاً عن حقنا في الوجود.

      وفي الوقت ذاته يخطئ من يظن أن المعاصرة هي التبعية ، فهي الأخذ بأسباب العصر ووضعها في خدمة أهدافنا ، مع الاحتفاظ بشخصيتنا العربية وقيمنا الروحية.

ومن هذه المنطلقات والمبادئ العامة ستظل المدارس النموذجية العربية متمسكة بفلسفتها التربوية والتي أقرتها اللجنة التأسيسية للمدارس والمتمثلة في :

      تخطيط برامج التعليم المدرسية على أساس توفير الجو الديمقراطي لتنمية قدرة الطلبة على التفاعل مع إدارة المدارس والمجتمع .

      الحفاظ على مستوى تعليمي مميز يتيح للطلبة فرص الخلق والإبداع .

      وستظل المدارس النموذجية العربية ملتزمة بتربية تستنهض روح النهضة والولاء للوطن والأمة ، وتعزيز الثقة بالنفس والأمل في الغد.

      وأختتم كلمتي بما قاله ابن ياديس " أنا لا أؤلف الكتب وإنما أريد صنع الرجال" هذه هي كلمتي لكم أيها الأبناء والآباء ، فإن لقيت تجاوباً كان هذا أقصى المنى وإن لم يكن فحسبها أنها وضعت الشمعة في الطريق.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

عودة