1999

كلمة الدكتور / فتحي أبو عرجه

رئيس هيئة المديرين / المدير العام

معالي الدكتور حمزة حداد الأكرم

أيها الحفل الكريم ،،

          يسعدني وأسرة المدارس النموذجية العربية أن أرحب بكم جميعاً ، وأهنئكم بتخريج أبنائنا من مرحلة الدراسة الثانوية للعام الدراسي 1998 / 1999 ، ويسعدني أن أرحب بمعالي الدكتور/حمزة حداد – وزير العدل الأكرم لتفضله برعاية حفل تخريج الفوج الثامن من طلبة مدارسنا .

           منذ تأسيس المدارس عام ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف وهيئة المديرين والمؤسسون يعملون بجهد متواصل على توفير الجو التربوي المتميز ، وكذلك على الاستمرار في التطوير المهني والمكاني للمدارس ، حتى تظل المدارس النموذجية العربية رائدة في مجال التطوير ، وانطلاقاً من ذلك ، فقد بوشر العمل في مشروع الصالة الرياضية متعددة الأغراض ، وبركة السباحة والمسرح ، لكي يتم توفير خدمات الأنشطة لأبنائنا الطلبة والمجتمع المحلي ، وذلك بكلفة إجمالية قدرها مليون دينار أردني .

        منذ تأسيس المدارس عام ثلاثة وثمانين كان عدد الطلبة مائتين وأربعين طالباً و طالبة ، وعدد أعضاء الهيئة العاملة ( ثمانية عشر ) عضواً وبعد مرور أربعة عشر عاماً أصبح عدد الطلبة تسعمائة وأربعة وأربعين طالباً وطالبةً، وعدد أعضاء الهيئة العاملة (مئة وأربعة عشر) عضواً ، إضافة إلى أن المساحة المبنيّة كانت (2500)م2 ، وأصبحت الآن تزيد على سبعة آلاف وخمسمائة متر مربع .

        ومنذ تخريج الفوج الأول عام 92 وحتى الآن أصبح عدد خريجي المدارس النموذجية العربية ( أربعمائة وأربعة وأربعين ) طالباً وطالبة معظمهم يحتلون مواقع فاعلة في المجتمع .

من الثوابت المسلم بها أن الأمم لا تبنى بالخطب مهما كانت بليغة، ولا بالشعارات مهما كانت رنانة، ولا بالكلام مهما كان حماسياً، ولا بالقوة مهما كانت مهيمنة وظالمة ، إنما تبنى الأمم ونحن من روادها ، بثقافة وتربية تأخذ طابع الشمول تكون قادرة على التغيير ومواجهة اجتياح الثقافة الغربية لثقافتنا بثقافة وتربية ، تجذر الثوابت والمبادئ ، والقيم الروحية ، والاجتماعية والقومية، حتى تدفع باتجاه الحفاظ على هوية الأمة ووحدتها ، وتحـافظ على مقوماتها وتميزها وحضارتها.

وعليه فإننا نؤكد على ضرورة رسم الحدود والظروف التي يمكن في إطارها تأكيد الأصالة الحضارية والثقافية اللازمة ، دون أن ينبثق منها أو يترتب عليها تشوه حضاري .

       ونؤكد ضرورة تعزيز الثقة بالنفس وبالأمة والعقيدة ، وذلك لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة ، تحديات الغزو الثقافي ، والاحتلال ، والتجزئة ، والتبعية والتي تشكل أسباباً لضعف هذه الأمة ، وانكسارها وعجزها عن الدفاع عن نفسها ، وامتلاك حريتها وقراراتها ومعاودة امتلاكها القرار الذي فيه مصلحة الأمة .

        ونود أن نؤكد أن البنية الثقافية القطرية والقومية التي تمر في أيامنا هذه بمرحلة تحول، قد تكون حاسمة في إحداث تحولات تاريخية ستؤثر في صياغة المستقبل .

        ولأهمية الأمر، فإن العديد من المثقفين والكتاب وغيرهم ما زالوا ينبهون إلى خطورة ذلك، لدرجة أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في دورتها الرابعة عام ثلاثة وثمانين، نادت بضرورة وجود أمن ثقافي عربي، وعلى اختلاف دواعي هذه الإشارات ودوافعها ، علينا أن نجدد المطالبة بضرورة توسيع مفهوم الثقافة وبلورتها، بحيث تصبح ثقافة الوطن كله ، بكل أفراده وطوائفه ، وشرائحه ، ثقافة وحدوية تعترف بالتمايز ولكن في إطار الوحدة ثقافة منفتحة قادرة على التفاعل مع الثقافات الأخرى ، ثقافة تجذر الأصالة والتراث والحضارة .

         أيها الخريجون والخريجات :

          من إدراكي العميق بدروكم في صناعة المستقبل، فإنني أدعوكم للانحياز إلى أولئك الذين يبحثون عن حلم واعد لوطنكم العربي الواحد ، حيث لا سبيل لكم للحضور في هذا العالم إلا بالتمسك بالقيم الروحية والخلقية والأصالة .

         وأدعوكم وأنتم تعبرون القرن الحادي والعشرين ، أن تهجروا كل ما يعيق تقدمكم، ويمنعكم من ذلك ، إن زرقاء اليمامة رأت أبعد مما رأى قومها لتجنبهم عثرات المستقبل ، فهل نحن بحاجة إلى زرقاء يمامة جديدة ؟!!.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

عودة