|
2000 كلمة الدكتور / فتحي أبو عرجه رئيس هيئة المديرين / المدير العام
ضيوفنا الكرام، أبنائي الطلبة والطالبات باسمي وبالنيابة عن إخواني وأخواتي المؤسسين وهيئة، المديرين، وجميع العاملين في المدارس النموذجية العربية يسعدني أن أرحب بكم جميعاً ،وأخص راعي حفلنا هذا معالي د . علي عتيقة، لتفضله برعاية حفل تخريج الفوج التاسع من هذه المؤسسة العربية، وأود كذلك أن أخص أولياء الأمور بالترحيب الذين غمرونا بتوجيهاتهم، وجاءوا اليوم ليشهدوا نهاية مسيرة مرحلة مهمة لأبنائهم ، وبداية مرحلة جديدة ألا وهي مرحلة الحياة الجامعية. في مثل هذا اليوم ، وقبل ثماني سنوات ، وقفت أخاطب الفوج الأول مهنئاً إياهم بفرحة التخرج من هذا الصرح العربي، وقلت إننا نعقد الآمال العريضة على الجيل القادم من أبنائنا ، ليحققوا ما عجزنا عن تحقيقه، ويواكبوا العصر الذين يعيشون، ويواجهوا تحدياته وقضاياه ، حيث تكمن التحديات المحلية والعالمية . وها أنتم تقفون أمام مثل تلك التحديات والتطلعات ، حيث تتطلعون إلى مزيد من العلم والثقافة ، ومزيد من الحرية والديمقراطية ، وتتطلعون إلى ذلك اليوم الذي تتوحد فيه أمتكم ، لأنه فيها ومن خلالها يتم التغلب على مجمل همومنا جميعاً . في لحظة معينة من لحظات الصراع التاريخي لأية أمة ، تتحول مجمل القضايا ، السياسية والاجتماعية، والحضارية إلى قضايا ثقافية ، إلا أن ثقافتنا العربية الإسلامية تقف بجذورها الاجتماعية وامتداداتها ، سداً منيعاً أمام طغيان الثقافة الغربية ، التي تحاول تغريب أمتنا وتشويه قيمها ، وتدمير القوى الفكرية والروحية التي يمكن أن تقول ذات يوم " لا " . في عام 1962 قال شوان لاي " رغم كل عصور الحضارة التي يحملها تاريخنا ورغم كل ما أسديناه للجنس البشري ، لم ينلنا من الغرب سوى الإذلال والازدراء " . إنكم أيها الشباب إحدى الجبهات الأساسية المستهدفة من قبل الثقافة الغربية ، إنها باسم الحداثة والتكنولوجيا ، وباسم العولمة ، والخصخصة يحاول الغزاة فرض ثقافتهم وإيهامكم بأنهم أصدقاء ، ويحاولون صدكم عن الولاء والانتماء لأمتكم، والتمسك بثقافتكم، وتراثكم وحضارتكم .
إن علينا جميعاً أن نقف في وجه مثل هذه الثقافة لأسباب متعددة ومن أهمها : 1. أنها تحاول أن تحل محل ثقافتنا وهويتنا . 2. كونها ثقافة عدوانية إحلالية ، وأداة من أدوات الاستعمار الاستيطاني. ولن يقلل من وعينا في مثل هذه الحالة هرولة العديد من مثقفينا وراء الشعارات الغربية، كالعولمة والبيئة ومنظمة التجارة العالمية وقبول ثقافة الغزاة ، إنهم يركضون وراء آمال وآلام الآخرين ويقفزون على هموم أمتهم وأوطانهم. أيها الأبناء الأعزاء ،، أنتم قلب الوطن النابض ، عليكم تعقد الآمال ، فكل الأمم أنما حققت تقدمها ونماءها بسواعد أبنائها الشباب وحكمة شيوخها ومثقفيها . فكونوا الأقوياء فكراً وروحاً، حتى نستطيع اللحاق بقطار الأمم التي سبقتنا، ولتعيدوا لأمتكم مجدها وعزتها ووحدتها. وإنني وأنا أتوجه بالتهنئة لكل خريج من فوجكم التاسع، لآمل أن تكون المدارس النموذجية العربية قد وفقت في شحذ هممكم ، وزيادة معرفتكم ، وتجذير هويتكم وانتمائكم ، بما يكفي لتمكينكم من التعامل مع قضايا العصر وهمومه ، بفكر نير وعقل متفتح ، لننهض جميعاً بمهمة إعلاء بنيان الوطن، ووضعه في الإطار الأصيل ضمن أمته العربية الواحدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
|