2001

كلمة الدكتور/ فتحي أبو عرجه

رئيس هيئة المديرين / المدير العام

 

ضيوفنا الكرام ، أبنائي الطلبة ، بناتي الطالبات ،،

         إنه لمن دواعي غبطتنا ونيابة عن إخواني هيئة المديرين والمؤسسين والهيئة التدريسية، أن أرحب بكم ضيوفاً كراماً ، آملين أن يتجذر اللقاء والتعاون بيننا ، خدمة لأبنائنا الطلبة الذين أتيحت لهم فرصة الجلوس على مقاعد الدراسة في المدارس النموذجية العربية .

        لقــــد تأسست المدارس النموذجية العربية عام 1983 ،حيث بلغ عدد الخريجين (779)         ومنذ ذلك التاريخ ونحن نتقدم يوماً بعد يوم ، وتكبر مسؤولية المدارس في أداء دورها لبناء أجيال المستقبل .

        إن أيام الربيع من الأيام المحببة للنفس والعقل، ينتظرها كل منا بشوق وحماس، حتى ننظر إلى زهورها وخضارها ومروجها.

       في يوم الربيع نستذكر منزلة الربيع عند المتنبي بين فصول السنة :

مغاني الشعب طيباً في المغاني            كمنزلة الربيع من الزمان

      و ها نحن اليوم نشهد معكم وأولياء الأمور ربيعاً جديداً لأبنائنا وبناتنا الخريجين من الفوج العاشر للمدارس النموذجية العربية ، فالطلبة الذين تَرْعَون تخرجهم بالنسبة لنا كزهور وخضار مروج الربيع، ويشكل لنا جميعاً فرحـة لا نستطيع وصفها ، وهي بالنسبة للمدارس لتنتظر هذا الربيع مثلما ينتظر الوطن ربيعه .

       إنني أتحدث إلى الخريجين والخريجات الذين تربطهم علاقات خاصة ومميزة مع إخوة لهم في كل فلسطين ، حيث يعيشون ظروفاً احتلالية ، اغتصابية ، يعيشون على أرض يملكونها ومع ذلك أنكرت عليهم جميع حقوقهم .

    أتحدث نيابة عنكم ، إلى السيوف المشرعة ، والشهداء الذين سطرناهم في كراسات أطفالنا، وأصبحت صورهم ملصقات نزين بها جدران مدارسنا، والأطفال الذين جعلوا من حجارتهم رماحا ًتخترق صدور ونحور أعدائهم ، نقول لهم إن ساعة التحرير قد اقتربت، وساعة دحر الغزاة قد دنت واعذرونا حين يجلس بعضنا على الرصيف بلا حجارة ،يراقب رصاص العدو ينطلق إلى صدوركم، ويشاهد الأشجار ، التي رواها الأجداد بدمائهم وعرقهم ، تُجرف وتُحرق .

    

      أيها الحفل الكريم ،،

       يدور في هذه الأيام حوار حول قضيتين مهمتين تتعلقان بالعملية التربوية أولاهما : تحديث التعليم وذلك بإدخال الحاسوب لمختلف مراحل التعليم ، وثانيــهما : تطوير المناهج والخطط التعليمية بما يتــفــق وروح العصر .

     إن من يتصدى للتطوير والتغيير والإصلاح في وطننا العربي، يصدمه ذلك التاريخ والتراث والتقاليد العريقة ، إضافة إلى عدم الاستمرارية في نهج وخطٍ واضح حول منهجية التطوير لنقتل أو نعطل روح المبادرة أو المبادءة .

    إن تحديث التعليم مطلب تربوي لا يناقشه أحد ، ولكن لا بد من توفير عناصر نجاحه ، فلا يكفي أن يتقرر إدخال الحاسوب دون التهيئة له منذ سنوات ، حتى يتم إعداد البنية التحتية ، إضافة إلى تدريب الكوادر وإعداد الخطط والمناهج والكتب .

    أما بالنسبة لتطوير المناهج والخطط ، فهي عادة ما تناقش ضمن إطار إصلاح المناهج والخطط وتحسينها وتطويرها ، أننا نقول أنه عند التصدي لمثل هذه المواضيع ، لا بد أن نتساءل عن الهدف والبعد الذي سنصل إليه وقاعدة القياس والحكم ، وهل نريد إصلاحاً أم تغييراً جذرياً ، فالإصلاح هو ما يحسن الوضع القائم أو يخفف من وطأة مشاكله ، وقد يدفع به خطوات إلى الأمام، أما التغيير فأفاقه أبعد بكثير ، وبلغة الأطباء ، الإصلاح ما يسكن العلة ، أما التغير الجذري فهو استئصال المرض من جذوره .

     إن هناك مجموعةً من التحديات تواجه عملية التحضير للتغيير، تحتاج إلى حوار شامل وهي:

التحدي الأول    : نقل التكنولوجيا وكيفية تطبيقها .

التحدي الثاني   : هيكلية البناء التعليمي في ظل الضغط الهائل على التعليم   الثانوي والجامعي .

التحدي الثالث   : دور المعلمين ومأسسة تجمعاتهم .

التحدي الرابع   : تطوير المناهج بين النظرة القطرية والقومية .

التحدي الخامس : الأمية ودور المؤسسات التربوية في معالجتها  .

       وأخيراً ، هنيئاً لكم ولأهليكم ، ولكل من ساهم من مدرسين ومدرسات وإداريين وأولياء أمور في نجاحكم وتخرجكم .

      وإنني على يقين أنكم ستكونون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

 

عودة