2002

كلمة الدكتور / فتحي أبو عرجة

رئيس هيئة المديرين / المدير العام

 

الأستاذ الدكتور عبد الله الموسى الأكرم ، رئيس الجامعة الأردنية ،،

ضيوفنا الكرام ، أبنائي الطلبة ، بناتي الطالبات ،،

         ترددت كثيراً حول الكلمة ومضمونها وجدواها ، في وقت كثر فيه الكلام وقل العمل ، ولكن استدركت وقلت إن الكلمة الهادفة الواعية الأمينة هي بحد ذاتها عمل ، وهكذا بدأ القرآن بكلمة، ولكن تأثيرها غيرّ مجرى التاريخ  .

        يقول المثل الصيني " أشعل شمعة بدل أن تلعن الظلام " والمدارس النموذجية العربية تشعل اليوم حوالي مئة وعشر شمعات تضيفها الى الـثمانمئة شمعة السابقة والتي تم إضاءتها في سماء الوطن، علها جميعا تسهم في إنارة الدرب المؤدي إلى مجتمع عربي، تنتصر فيه الحرية على الاستبداد والتسلط، والعدالة على الاستغلال، والوحدة على القطرية والتجزئة، والتحرير على الاحتلال .

       إن فرحتنا وابتهاجنا بتخرجكم أفسدته صور العدوان على أهلنا في فلسطين ، وصور أرتال الدبابات المجنزرة وهي تقتحم المخيمات والمدن والقرى وتدمرها ، وصور المستوطنين الغزاة وهم يقتلعون الأشجار التي رواها الآباء والأجداد بعرقهم ودمائهم ، ونيران الغزاة وهي تلتهم كتب وأدراج ومدارس بناة المستقبل .

      إن الغزاة الصهاينة أفسدوا كذلك كل الأفراح العربية ، حين قتلوا أطفال مدرسة بحر البقر ، وقانا ، والعامرية وغيرها من الجرائم على امتداد الوطن العربي، إنهم يفعلون ذلك وسط الصمت العربي الرسمي العاجز عن التصدي لهذه الهجمات التتاريه ، والعاجز عن وقف إزهاق أرواح الأبرياء ، واحتلال الأراضي والمقدسات .

      أتوجه بالتحية لكل الذين يذودون عن إسلامنا وعروبتنا ، الذين يرفعون رؤوسهم في زمن الاستسلام ، القابضين على جمر القيم والمبادئ حين يقبض الآخرون على مفاتيح خزائن الأموال المودعة في سويسرا ، وللسجناء والشهداء الذين يدفعون ثمن حريتنا ، وللنساء اللواتي تحولت أرحامهن إلى مصانع لإنتاج الأبطال والشهداء وأقول لهم جميعاً ، ابقوا رافعي الرؤوس ، فأنتم نجوم هذا الليل الحالك ، محركو هذا الشعب الرافض ، وضمير الوطن العربي ، والذي بدونه سيبقى الاحتلال ويبقى الغزاة .

        ان كل يوم تزفون فيه شهيداً ، نقول إن شمس التحرير قد أشرقت وإن الهموم قد انقلبت إلى همم .

أيها الأبناء الأعزاء ،،،

         أود من خلال هذه الكلمة أن أذكركم بمجموعة من القيم والمبادئ التي أوصيكم بالتمسك بها وهي :-

        إن حق الأمة العربية في مقاومة أعدائها الغزاة حق مقدس ، ليس بحاجة إلى جواز سفر أو تصريح من أية جهة ، بل إن مقاومة الاحتلال والغزاة ، واجب شرعي وقومي  ووطني ، يشكل الخروج عنه إخلالا بأبسط القيم الدينية والوطنية .

        لقد أثبتت تجارب أمتكم عبر التاريخ ، إن روح المقاومة موجودة في الأفراد والجماعات وفي كل الأزمان ، ولن يستطيع احد اجتثاثها أو تعقبها أو تغييبها، لأنها تسكن في ضمير كل منا ، وان من يتتبع تاريخنا، يكتشف دون صعوبة أن هذه المقاومة كانت تتجلى في كل مرحلة وعصر من خلال أجيالها، يسلم كل جيل راية لمن يأتي بعده، وعلية فأنتم مدعوون لحمل الراية وذلك بالتسلح بالعلم وأسبابه ونتائجه، وكذلك بالقيم التي تجذر فيكم روح الانتصار على روح الاستسلام والهزيمة .

         أيها الأبناء الأعزاء ، إن أبواب المستقبل سوف تفتح لكم إذا دٌقت بسواعدكم ، وان النيام والكسالى لايفتحون أبوابا، إن مستقبلكم مرتبط بالتحلي بالأخلاق والقيم والعقيدة التي تحثكم على البذل والعطاء .

        إن مستقبلكم مرتبط بقدرتكم على الحفاظ على هويتكم الوطنية، والابتعاد عن التغريب بكل أشكاله .

        إن مستقبلكم مرتبط بالحفاظ على الوطن، وعدم التفريط بأي شبر من أجزائه ، لأنه بدون الوطن ستصبحون هنوداً حمراً ‘ غرباء في أوطانكم .

         وأخيرا ، تحية لأولياء الأمور والهيئة التدريسية والإدارية ، ولكل الذين ساهموا معنا في بناء هذا الصرح العلمي ، ونخص بالذكر المعلمين والمعلمات وأريدكم أن تتذكروا ما قيل للاسكندر " انك تعظم معلمك أكثر من تعظيمك لأبيك ، فقال لأن أبي سبب حياتي الفانية ومعلمي سبب حياتي الباقية ، فإن كان هذا حال الاسكندر ، فما هو حالكم ؟ أنني اترك الإجابة لكم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

 

عودة