2007

كلمة الدكتور فتحي أبو عرجة / المدير العام

في حفل تخريج الفوج السابع عشر

 

معالي الأستاذ الدكتور سعيد التل الأكرم ،،،

رئيس جامعة عمان العربية للدراسات العليا .

الحضور الكرام ،، 

 أبنائي الطلبة ،

           يسعدني وأسرة المدارس النموذجية العربية أن أرحب بكم جميعاً ، وأهنئكم بتخرج أبنائنا من المرحلة الثانوية للعام الدراسي 2006/2007م .

          يسعدني أن أرحب بمعالي الأستاذ الدكتور سعيد التل، لتفضله برعاية حفل تخريج الفوج السابع عشر،الذي في زمنه تم تأسيس المدارس النموذجية العربية وترخيصها عام 1983،حيث كان الأستاذ الدكتور وزيراً للتربية والتعليم آنذاك.

         ويسعدني أن أعلن أنه ابتداء من هذا العام سيتم اختيار شخصية عربية تكون اسماً للفوج الخريج وذلك تقديراً منا لدور هذه الشخصية في إحياء الثقافة والتراث والقيم الروحية،وعليه فإنه يسعدنا أن نطلق على هذا الفوج اسم فوج ساطع الحصري،عِرفانا منا بدوره في إحياء الثقافة العربية،وتقديراً لجهوده المتواصلة في إثراء المكتبة العربية بالكتب والمقالات والمحاضرات حول مقومات الوحدة العربية وحول التربية والحرية والديمقراطية وغيرها . 

        نحن على بُعْد عام واحد من بلوغ المدارس اليوبيل الفضي ، دأبت إدارة المدارس خلال تلك السنين الماضية الحفاظ على مستوى تعليمي متميز، واستمرت في الحفاظ على النخبة المميزة من المدرسين والعاملين، وتعاملت مع التطور المهني والمكاني للمدارس بالروح نفسها حتى تبقى المدارس رائدة في التطور والتحديث، إضافة إلى الاستمرار في محافظتها على الاهتمام بالثقافة الشعبية التي هي أداة من أدوات الحفاظ على الهوية والتي تحصن طلبتها من ثقافة التغريب والتهميش .

       واستمراراً للسياسة نفسها ، فإن المدارس بصدد انجاز الإجراءات الرسمية للتوسعة وذلك ببناء صالة رياضية مماثلة للصالة الحالية وبمساحة إجمالية قدرها أربعة ألاف متر .

       علاوة على ذلك، فإن المدارس بصدد إعداد الدراسات الفنية اللازمة لإضافة تدريس البرنامج الأجنبي موازياً للبرنامج الرسمي.

الحضور الكرام ،،،

        تعلمون أنه قد انعقد في هذا العام اليوم التربوي الرابع وبمشاركة ستين مدرسة خاصة وحكومية،تحت شعار " المدرسة التي نريد " وخلص المتحدثون إلى أن المدرسة هي الحاضنة الرئيسة للتلميذ،بعد مجتمع الأسرة ، لذا فإنها تشكل لبنة أساسية في تكوين عقلية الطالب ومحتواه الثقافي والحضاري ،وأضيف إلى ذلك قائلاً " نريد مدرسة ليست مجرد مكان للاستراحة ، يأتي إليها الطالب خوفاً من عقوبة أو إجراء انضباطي، أو رغبة في قضاء وقت لطيف مع الأصدقاء ،أما طلب العلم فمكانه خارج المدرسة سواء أكان مدرساً خاصاً أو معهداً خصوصياً " .

       نريد مدرسة تحتوى مناهجها على درر الأدب والفكر ، حافلة بما يعمل على تشكيل الوجدان وغرس قيم الهوية وحفظها ، مجبولة بالقيم العربية الإسلامية ، لا أن تخضع المناهج للتفريغ والتسطيح والتجفيف ، تحت شعارات التطوير وإدخال التكنولوجيا ، ودعوى محاربة التطرف وإشاعة روح التسامح مع الأعداء .

          نريد مدرسة يحظى فيها المعلم بالاحترام والتقدير،حيث تكفلت بالقضاء عليها عوامل كثيرة،منها القوانين والأنظمة التي جعلت يد المعلم مغلولة عن القصاص الأبوي للطالب، والنظرة الاجتماعية للمدرس التي أصبح معيارها الدخل المادي.

          نريد مدرسة تنمو في بيئة تُردم فيها الفجوة بين الفقر والغنى ،لأن بيئة كهذه توفر بيئة التعليم المبدع والمحفز وتزدهر فيها الأفكار التعليمية الخلاقة ، ويصبح التعليم في هذه البيئة تعليماً أكثر إبداعا . 

         نريد مدرسة تُرفع عنها وصايات الدول والأنظمة بقدر يعطيها القدرة على الانطلاق إلى مسارات التغيير الخلاق ، لا إلى التغيير الممنهج ضمن أطر ومسارات محددة ومستوردة ، تقود إلى أن تكون المخرجات مجرد أدوات تتحرك ضمن أطر وفلسفة العولمة التي تقر بالاحتلال وتدعو للتعايش معه ، بل إلى حد الدعوة إلى القبول به أمراً واقعاً  .

         نريد مدرسة تًخْرُجُ مناهجها عن القطرية والوطنية الضيقة،التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن،وتستبدل  بها مناهج تعزز المفاهيم الوحدوية بأبعادها العربية والإسلامية ، حتى يتمكن المواطنون من تحقيق آمالهم في الوحدة والديمقراطية .

         نريد مدرسة تبحر كتبها ومناهجها في عمق التاريخ ، ليتعرف الطلاب من خلالها إلى  أولئك الذين يستلون خناجرهم وأسلحتهم لطعنهم ليل نهار ، وتكشف عن وجوه الذين يؤججون الرياح المذهبية والطائفية والقطرية ليفتتوا ما تبقى لنا من قوة .

        نريد مدرسة كمدرسة نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي ، تمكننا من دحر الغزاة والمحتلين وتؤكد في ذات الوقت أن استلاب الأوطان مهما طال أمده لا يعفو عليه قدم الزمان،بل يعمقه ويجذره ، ويضاعف من قوة مرجعيته .

أيها الخريجون ،،،

      من إدراكي العميق أنكم من صناع المستقبل ، فإني أدعوكم للانحياز إلى ثوابت الأمة، والابتعاد عن كل ما هو معيق لها .

        أدعوكم للاهتمام بطلب العلم وتحصيله،ذلك أن أبواب المستقبل تُفتح للمتعلمين وتوصد أمام الجهلة والمغفلين ،

        أدعوكم للمشاركة الفاعلة في صناعة مستقبلكم وذلك بالتحلي بالأخلاق والقيم والعقيدة ، وأن تهجروا كل ما يعيق تقدمكم ويمنعكم من ذلك .

        أدعوكم للتمسك بقيم الأسرة وذلك بتعزيز احترامكم لآبائكم  الذين بذلوا كل غال من أجل نجاحكم وتفوقكم .

       وأخيرا ،،، أتوجه إليكم وذويكم بالتحية والتقدير لما بذلوا خلال سنوات جلوسكم على مقاعد الدراسة ، حتى وصلتم إلى هذه الدرجات من التفوق والتميز .

       وأتوجه كذلك بالشكر والعرفان للمدرسين والمدرسات والإداريين الذين بذلوا قصارى جهدهم لإيصالكم إلى شاطئ الأمان ، وأوصيكم بالتواصل معهم وفاء وتقديراً لهم .

      وأخيرا ،،، أمانيّ لكم فرحاً هادئاً منضبطاً خالياً من الصخب والضجيج ،فرحاً ينتج فرحاً في قلوب الآخرين ، فرحاً يدخل السرور في قلوب الآباء والمحبين ، فرحاً لا يعود بالحزن عليكم وعلى الآخرين بسبب الطيش أو السرعة أو الخروج عن النظام .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

 

عودة