1996

كلمة الخريجين

الطالب / رائد الخطيب

 

مديرنا الفاضل ،،

أساتذتي الكرام ،إخواني الطلبة ، أيها الحفل الكريم

         لقد تعودنا في نهاية كل عام أن نلتقي في هذا الاحتفال المهيب ، تعودنا أن نحتفل بفراقنا ، نحمل بين طيات قلوبنا ذكريات طفولتنا ورعونتنا وشقاوتنا وشبابنا وطموحنا ، أيام وسنوات مضت سريعاً كالنسيم العليل حائرة في غور أرواحنا وفي شعاب دمائنا تصرخ في أعماقنا إلى أين أيها الشباب؟

        إخواني الطلاب :

         حقاً لقد كانت مدرستنا الحبيبة ميداناً شاقاً للسباق ، سباق الخيول العربية الأصيلة نحو القيم العربية الخالدة ، سباق العلم والأدب والفن والشعر سباق القيم الخلقية والدينية نحو الأمانة والصدق والوفاء ، سباق الأذكياء والنابغين كي يجودوا بكل ما ملكت عقولهم من علم ومعرفة ، وبكل ما ملكت أيديهم من حب للخير والعطاء والابتكار والإبداع.

        فحافظوا يا إخواني على هذه الغراس التي غرستموها في نفوسكم، حافظوا على هذه القيم التي وهبتها لكم مدارسكم خلال سنوات عمركم الماضية.

      وأما أنت أيتها المدارس النموذجية العربية الغالية على قلوبنا ، لقد كبرت وكبرنا معك في كل عام نرى بنيانك يتطاول إلى عنان السماء فتتطاول معه هاماتنا وتسمو أرواحنا ، لقد قطفت الشهد من أفواه الشعراء وصغته لنا قصائد جميلة نتغنى بها وقت وحدتنا ، وجمعت لنا الحكمة من أفواه الشيوخ فأنرتها لنا شموعاً تضئ لنا الطريق ، وترشدنا إلى الصواب ، جمعت لنا صور العزة والكرامة نستعين بها وقت النفير ، وأوصلت أرواحنا بالله سبحانه وتعالى وهو أثمن شيء في الوجود .

       وأما أنتم أيها المعلمون الأفاضل ، أيها الأوفياء ، إنكم عدة الأمة في وقت الشدة والرخاء ، في الحرب والسلام ، أنتم رمز هذه الأمة وعنوان حضارتها ، أنتم القادرون على إشعال مصابيح الهداية وإنارة أنفاق الظلام ، لأنكم تملكون نفوساً وعقولاً ومشاعر خلاقة ، فمن غيركم أيها الكرماء ينشئ الأجيال ؟ ويبعث الحياة في النفوس ، من غيركم سلحنا بالحق لنهزم الباطل ، وبالفضيلة لنقتل الرذيلة ، وبالعلم لنقضي على الجهل.

          أيها الزملاء ، في هذا اليوم سنغادر هذا المكان ، سنغادر مدارسنا الغالية ، سنغادرك يا درة المدارس يا نجمة مضيئة في سماء العلم والمعرفة ، يا منهل العطاء ومنجم الأدباء ، سنغادر إلى عالم مختلف إلى معترك الحياة بحلوها ومرها ، بلادكم أيها الزملاء لها حق عليكم، أعطوها من أرواحكم ولا تبخلوا عليها ، لأنكم أنتم حجر الزاوية في صرح الوطن ونهضته ، لقد حانت ساعة الفراق ، فأطلقوا أجنحتكم في سماء هذا الوطن لتنهلوا من معين المعرفة الصادقة لخدمة وطنكم ، والمساهمة في رفعته ، فهو بحاجة إلى دم جديد يجري بين عروقه ، ونبع جديد يحيي موتاه ، فكونوا له هذا الدم وهذا النبع بما يكفل تقدمه وعزته .

         

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

عودة