1998

كلمة الخريجين

الطالب / محمود طلال غزال

 

معالي العين الأستاذ جودت السبول حفظه الله ،

أيها الحضور الكريم ،،

         في كل عام نحتفل بتخريج قافلة من طلبة الثانوية العامة، وفي مثل هذا المكان نحشد قوانا وقوى مدارسنا وقوى أولياء أمورنا ، ندعو فيها الأصدقاء والأحباب ليشاركونا فرحتنا, ويشاطرونا سرورنا , ويقتسموا معنا لذة هذه المناسبة العزيزة الغالية.

        فهل تستحق هذه المناسبة كل هذا الحشد والقوى والاهتمام ؟

        نعم ، إنها تستحق كل هذا لأنها نهاية مرحلة من مراحل حياتنا وبداية مرحلة جديدة ، نودع في هذه اللحظات سلسلة متصلة من فترات الطفولة وحضانة الوالدين وتوجيه المعلمين والاعتماد على الآخرين ، لنلج عالماً جديداً فيه المسؤوليات والاعتماد على الذات ، وتكوين الاتجاهات، وتقرير المصير، والمشاركة في بناء الوطن والأمة .

        نعم . إنها تستحق كل هذا لأننا تسلحنا خلال السنين الماضية بسلاح العلم والأدب والإدراك، وترسخت فينا مثل الفضيلة والحق والبناء ، وترسخت في أعماقنا محبة الوطن والأهل والتاريخ ، وآن لنا أن نشهر هذا السلاح ، ونستخدمه في إحقاق الحق، وقمع الظلم، وتحقيق الوطن الأمثل والأمة الواحدة .

      نعم سنخطو نحو الشمس يملؤنا الإيمان والأمل ، نحو الغد المشرق الواعد حيث نبعث هذه الأمة من ركام التخلف والعبودية والخضوع والاستسلام ، لتكون سيدة العالم كما كانت، وهادية للبشرية ، ومعلمة للإنسانية.

      نعم سنكون رافداً مهماً في كل مجال من مجالات الحياة، وسنجدد في هذه المجالات ميادين الإبداع والبناء والعمل ، وأنا أوصي نفسي وزملائي ببذل الجهد عن قناعة وإيمان ، لنكون لبنات صالحة كما أرادنا الله ورسوله، وكما أرادنا أهلونا ومعلمونا ، وكما تريدنا مدارسنا النموذجية العربية.

       إن الإنسان الكامل هو العضو النافع في أمته ، لا يصدر عنه إلا الخير، فهو في حركته وهدأته شعاع من نور الحق ، ومدد من روافد البركة واليمن ، يسعى في هذه الحياة وقلبه مفعم بالمحبة ، ولسانه رطب بالود والمسالمة ، ويده مبسوطة بالنعمة يفيئها على من يلقاه من غير تكلف أو منٍ.

      وفي الختام أوجه الشكر والعرفان والتقدير لمدارسنا النموذجية العربية، التي ما بخلت علينا خلال سنين وجودنا فيها بالعناية والرعاية والمحبة.

       وأوجه الشكر والعرفان والتقدير لمعلمينا ومعلماتنا الذين بذلوا جهودهم المثمرة في تلبية متطلباتنا ، وتوجيهنا والعمل على نجاحنا.

       وأوجه الشكر والعرفان والتقدير لأولياء أمورنا آباء وأمهات، على ما بذلوه من حنان وعطف ومتابعة حتى وصلنا إلى هذه الدرجات الطيبة من التوفيق والفلاح .

         

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

عودة