2001 كلمة الخريجين الطالب / نجاتي الصلح
أيها الحفل الكريم ،، اعتدنا في مثل هذا المهرجان السنوي عند تخريج فوج جديد من شباب الثانوية العامة ، أن نقف هنا لنحيي الآباء والأمهات ، والمعلمين والمعلمات ومدارسنا النموذجية العربية ، على ما قدّموه لنا حتى شببنا كباراً وأصبحنا رجالاً ، وقد ذلّــلنا عقبات شتى ، حتى انتهى بنا المطاف إلى ضمان النجاح في الثانوية العامة إن شاء الله . ونحن كعادتنا ، نتقدم إليكم بجليل التّحّية والإكبار .. وعظيم التقدير والاحترام ، ووافر المحبة والاعتزاز ، ونفخر بكم وبإنجازاتكم . واعتدنا في مثل هذا المهرجان أن نشيد بدورنا المستقبلي في بناء الوطن ، ورفعة شأنه، والنهوض به في كل مجال من مجالات الحياة ، ولكن مجريات الأمور في هذا العام تدعونا من الآن فصاعداً ، أن نكون أكثر صدقاً في القول والعمل ، وأفضل استعداداً لدخول معترك الحياة والقيام بالدور الطليعي المطلوب إلينا . إننا أمام كمٍ هائل من مخرجات التكنولوجيا الحديثة ، وهي متتابعة في كل مجال من مجالات الاختراع ، وأمتنا العربية الإسلامية لا دور لها في هذه المخرجات. إننا أمام أمم وشعوب تتزاحم وتتراكض على الشاشة العالمية (الإنترنت) لتقدم كل جديد في مجالات العلوم والمعارف . المطلوب إلينا أن ندفع أمتنا لتكون جزءاً من هذا العالم ، ولا يتحقق ذلك إلا بالقوة والأمانة " يا أبت استأجره ، إنّ خير من استأجرت القوي الأمين" . القوة تتمثل بهمم الرجال ، الذين تشرئب أعناقهم نحو المعالي ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها" . أليس من السفساف انصراف هممنا نحو الكرة ولاعبيها ، والممثلين والممثلات وأخبارهم، والمغنين والمغنيات وآثارهم ، ومكدونالدز وأترابه . يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الهمة : " لا تصرفنّ همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته " .
وصدق الشاعر : إذا لم تكن للفتى همــــــــة تبوئه في العلا مقعـــداً ونفس يعودها المكرمـــات والمرء يُلزم ما عـــودا ولم تعد همته نفســــــــــــه فليس ينال بها الســؤددا أما الأمانة فتتمثل في العقيدة الصادقة ،والإيمان الراسخ، يقول أحدهم : ليس على وجه الأرض أخطر ولا أقوى من آدمي يعيش من أجل فكرة يركز كل جهوده فيها كما تتركز أشعة الشمس في عدسة . إن أهـــم شيء في الحياة "قوة الإرادة " وتكون بالعقيدة القوية على بلوغ المراد. لا تقولوا : من المستحيل أن تصل أمتنا إلى مصاف الأمم الأخرى ، فبقوتكم وأمانتكم وبهمتكم وعقيدتكم وقوّة إرادتكم يتحقق المستحيل إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
|