|
2002 كلمة الخريجين الطالب/ حاتم أبو حجلة
الأستاذ الدكتور عبدالله الموسى الأكرم ، رئيس الجامعة الأردنية ،،، أيها الحفل الكريم ،،، وصلت الآن إلى مفترق الطريق .... أنظر خلفي، فأرى درباً طويلاً يمتد عبر ثمانية عشر عاماً، دغدغني فيه الأهل والأحباب، وثقفني فيه المعلمون والمعلمات، ورعتني فيه المدارس النموذجية العربية . الكل كان يشعرني بالحب والحنان، وكان يحيطني بالعناية والرعاية، وما زال يتمنى لي الخير والفلاح، والكل كان يتجاوز عن أخطائي وعثراتي. أنا الآن على مفترق الطريق، وقد تزودت خلال السنين الماضية وتحت رعاية الأهل والمعلمين والمدارس النموذجية العربية ، بالقدرة على تمييز الصالح من الطالح ، والجميل من القبيح والغث من السمين . أنا الآن قادر على التعامل مع متضادات الحياة : الفوز و الإخفاق ، الإيمان والشك ، الحب والكره ، الحزن و الفرح ، الخوف والرجاء . أنا الآن أقف على مفترق الطريق ، أحث نفسي على المسير ، ونفسي حائرة أنّى تنقلب ، وأمامها لافتات مشرعة تشير إلى ألف طريق وطريق . طريق الجامعة ، طريق العمل والإنتاج ، طريق العقيدة ومستلزماتها ، طريق المادة ولذائذها طريق الحب ولواعجه ، طريق الكره وحرائقه ، طريق المكر وحبائله ......... أشعر أني وحيد ، ليس لأن الأهل والأحباب تخلّوا عني ، ولكن لأني أصبحت رجلاً ، أتحمل المسؤولية وحدي ، ويجب أن أختار طريقي وحدي، ولكن تحت إشراف وتوجيه ذوي الرأي والحكمة ، الذين عملوا على غرس روح العمل والوفاء للأرض والوطن في نفوسنا وقلوبنا ، فحملنا ذلك على عاتقنا ، شباباً ندافع عن الحق والمبادئ ، نحمل في ثنايانا الأمل بمستقبل مشرق لأمتنا العربية والإسلامية. إننا من على هذا المنبر نحيي أهلنا الصامدين في فلسطين ، الذين يقفون أمام أعتى هجمة على أمتنا العربية .
تحية إلى إخواننا الطلاب الصامدين الذين لم تسمح لهم همجية المغتصبين بتقديم امتحاناتهم واخص بالذكر امتحان الثانوية العامة ، الذي هو أمل كل طالب وطالبة ، أمل كل أم وأب ، فها نحن نحتفل بتخرجنا وهم يحتفلون بتقديم الشهيد تلو الشهيد تحية إلى المعلمين الصامدين الذين يحملون الكتاب في يد والمعول في اليد الأخرى . فالكتاب والمعول أدوات الحفاظ على الوجود ، تحية لكم جميعاً ، والى لقاء قريب إن شاء الله على ثرى فلسطين الحبيبة ، نصلى معا في القدس الشريف .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
|