2003

كلمة الخريجين

الطالب / مهند العبوة

 

الأستاذ الدكتور خالد الكركي الأكرم ، رئيس جامعة جرش ،،،

أيها الحفل الكريم ،،

           أقف اليوم أمامكم ، وبين يديّ حصيلة اثني عشر عاماً من الجهد والعمل والبناء ، ربتني في أثنائها مدارسي النموذجية العربية وتعهدني خلالها الأهل و أولياء الأمور ، فإذا أنا رجل ، أي رجل ، انظر بتفاؤل وأمل نحو المستقبل ، وأتحسس بعقلي آفاق الغد المشرق ودروب الحياة العالية.

          أقف أمامكم ، وأنا أشعر أني افتقد شيئاً غالياً ، عزيزاً ، كريماً ، ألا وهو مدارسي النموذجية العربية ، التي تنسمت في سمائها ريح الصبا ، ونسجت الشمس من ظلالها في قلبي خيوط الدين والتقوى والوطنية والمنعة ونكران الذات ، وترعرعت في فؤادي معاني الحب والولاء والانتماء لديني ووطني .

          هنا في هذا الصرح العالي العلمي الكبير ، تجذرت علاقات الحب والود بيني وبين صحبي وأترابي ، بيني وبين معلمي ومعلماتي ، فكانت علاقات الاحترام الجميل ، والأدب الجم ، والحياء المطلق ، ترفرف بأجنحتها في كل زاوية من زواياها العظيمة الكريمة .

          أشعر أني أنفصل عن روحي ، عن ماضيّ ، عن مدد الروح الذي يشع بارقة الأمل في كياني، عن مدد الحياة الذي يصلني بالقوة والشجاعة والإقدام .

          أقف أمامكم ، وآمالي ترفرف في سماء الأحلام ، حيث تنقلني رياح الطموح إلى آفاق يتسع لها الخيال حينا ، ولا يتسع له حيناً آخر ،آفاق خاصة وأخرى عامة , آفاق خاصة بي ، أكون فيها إنساناً سويا ، مفكراً عبقريا، منتجاً وفياً ، أحب الناس ويحبونني ، ازرع الخير والحب في كل بيئة أكون فيها ، اهتم بالناس ومصالحهم ، وأنعم في ظلال إيفاء الحقوق وإيجاب الواجبات، أعرف ما لي وما علي ، فالتزم به واعرف ما لغيري فلا ابخسه حقه شيئاً .

          وآفاق عامة ، أحلم فيها بأمة عربية واحدة ، تستظل آفاق الحرية والقوة والمنعة ، أوطانها لها ، خيراتها لها ، مهيبة الجانب ، مخوفة الحمى ، لا يتهددها جبان أو جشع أو يهود ، ملأت قلبه أدران الماضي وحقد السنين ، وعنصرية بغيضة يرفضها العقل والدين .

           أليس ما يجري في الوطن العربي ، عود الشجا يعترض حلق الأمل ، ويجمد مسيرة الإشراق ، هذه حال أهلنا في الأرض المغتصبة ، حيث نكبوا فلا معين ، وقتلوا فلا راحم ، وشردوا فلا ملجأ ، هدمت بيوتهم فلا مغيث .

          سدت أمامهم سبل السلام ، فلم يجدوا إلا سلاحا يلجأون إليه ، وأرضاً يتشبثون بها ، وعنادا على المقاومة لا يلين ، وإصرارا على التحرير في عزة وإباء .

          لكم الله يا أهلنا المرابطين الصابرين المجاهدين ، الذائدين عن شرف الأمة ومصيرها المظلم المجهول .

          لَكُنّ الله يا بنات فلسطين ، فما رأيتن الكحل إلا في عيون الوطن ، وما وعيتن الجمال إلا في أهداب حقول الزيتون والبرتقال ، وما عرفتن من متع الحياة إلا الجهاد والنضال من اجل الشرف والتحرير .

         وأخيرا ، اشكر مدارسي النموذجية العربية ، ومعلمي ومعلماتي الأفاضل وأبوي وأهلي المحبين لي .

         ولكم أيها الحاضرون أجمل التحية وازكي البركات .

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

عودة