2006

كـلــمــة الـخـــريـــجــيــــن

الطالب / بلال ابو صليح

 

أيـهـــا الأبــــاء والأمــــهــــــات

أيــهــا المعـلمـون والمـعـلـمـات

أيـهــا الــحــضـــور الـكـــريــــم

          لكم أنتم، أبعـثها تحية طيبة صادقة ملؤها العاطفة ووفرة الحب.

          لكم أنتم، أستمطر الرحمات من رب السموات، تنزل عليكم ممزوجة بالسكينة والرحمة والغفران.

          لكم أنتم، أعترف بالفضل في تنشئتي ورعايتي، وتعليمي، والأخذ بيدي لأصل إلى مصاف الرجال.

          لكم أنتم، أخفض جناحي، وأقف على بابكم خاشعاً متذللاً لأقول لكم: إنني الابن البار، فأدخل إلى قلوبكم الفرح والسرور والغبطة والحبور.

          ولكن، يا مّنْ أحببتموني كل هذا الحب ورعيتموني كل هذه الرعاية، وتمنيتم لي أطيب التمنيات، هل أستطيع أن أبوح لكم بمكنون صدري، ولواعج قلبي، وأفكارٍ تلعب بي، وتـيـّارات مُـمضة تتصارع في داخلي.

يــا أهــلــي، يـا مـعـلــمــيّ:

          ألا تريدون مني، أن أكون طبيباً نافعاً، ومهندساً عظيماً، ومعلماً قادراً، وموظفاً مخلصاً، وأن أكون وأن أكون، فأصبح سيداً مطاعاً، وغنيا نابهاً، وعضواً عاملاً، أُفيد وأستفيد، وأعيد كرة الحياة التي عشتموها، بين أحلام الشباب، وتربية الأبناء، والأخذ بأسباب الحياة بقدرة واقتدار.

ولـكـــنـــي أســألــكــــم بــاللــه: 

مـا فــائــدة هــــذا؟

          وفلسطين، أرض الإسـراء والمعراج، مستباحة الحمى، من يهودي مغتصب، وأمريكي غاشم، تجمعوا من أطراف الدنيا، يحملون حقد السنين، ومؤامرات الأيام، يرسمون الخطط للقضاء على الكرامة كل الكرامة، وابتلاع فلسطين كل فلسطين.

 

مـا فــائــدة هــــذا؟

          وإخواني في فلسطين، يعانون شظف العيش، وبطش المحتل، وتقاعس القريب، وصدود الحبيب، تقطعت بهم أسباب الحياة، فلا حياة، ولا ناصر، ولا سميع ولا مجيب.

مـا فــائــدة هــــذا؟

          وأمة العرب، هيا كل شعوب، ممزقة الأوصال، أكلها الحقد والفساد والعصبية، والقطرية، ونسيت معاني العزة، والقوة والأنفة، واستكانت للأجنبي، واستمرأت الذلة والمهانة والاستغلال.

مـا فــائــدة هــــذا؟

          وبلاد العرب مقطعة الأوصال، مشرذمة القوى، يتحكم في مصيرها أشباه الرجال، ورويبضة الرجال، جعلوا الحدود بين بلاد العرب مقدسة، ونهبوا خيراتها باسم تحقيق الحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني.

مـا فــائــدة هــــذا؟

          وأمة الإسلام بقايا أمة، هدّها الجهل والتخلف والتبعية، ولاذت بالأفكار المريضة، والعـقـائـد الفاسدة، والمبادئ المستوردة، فإذا هي شبح أمة لا يُرى منها إلا الدّمن والأطلال.

مـا فــائــدة هــــذا؟

          ومال الأمة منهوب منهوب منهوب، لدى شركات الإعمار، وأسباب الكماليات، وفي جيوب المارقين والفاسدين.

مـا فــائــدة هــــذا؟

ونـحــن إرهــابــيــون

إذا شبعنا فنحن إرهابـيــون.

وإذا جعنا فنحن إرهـابـيـون.

وإذا سكـتنا فنحن إرهابيـون.

إذا دافعنا عن أنفسنا فنحن إرهابيون.

وإذا استكنّا، فـنـحـن إرهـابـيــون.

أي زمن هـذا؟ وأي مصيبة هذه، وأي بلاء بعد هذا البلاء؟ وأي كارثة ترزح تحتها أمة العرب والإسلام؟

 

 

نـــعــــــــم:

- يجب ان يتعلم الطبيب وهدفه تحرير فلسطين وديار العرب والإسلام.

- يجب أن يعمل المهندس وهدفه تحقيق الحرية والعدل والمساواة.

- يجب أن يُعلمّ المعلم وهدفه تربية النشء على العزة والكرامة والإباء.

- يجب أن تتشكل طبقات المجتمع وهدفها تحقيق الوحدة العربية الكبرى في ظل مبادئ الإسلام القويمة والأخلاق العربية السامية.

      عندها يمكن أن يكون للطب فائدة، وللهندسة نتيجة، وللعلوم كلها خلق وإنتاج.

      وختاماً، أشكر للمدارس النموذجية العربية جهدها وحرصها وحدبها وتفانيها في تقديم كل عون لنا، وكل توجيه وإرشاد.

       وأشكر معلميّ ومعلماتي الأكارم على ما قدموه لنا من جهد مشكور، سعي موفق ومعلومات وافرة.

       واشكر لكم أيها الآباء والأمهات، جهدكم المتواصل، وسهركم الموصول، وتفانيكم في الرعاية التربية والتعليم.

 

والـسـلام عـلـيـكـم ورحـمـة اللـه وبـركـاتــه،،،

 

 

عودة