2007

كلمة الخريجين

الطالب / طارق الشعراوي

 

الأستاذ الدكتور سعيد التل الأكرم

أساتذتي الكرام

السادة أولياء الأمور

زملائي وزميلاتي

أيها الحفل الكريم

         أقف في يوم انتظرناه طويلا منذ أن كانت أحلام الطفولة تحلق في فضاء مداسنا، وبريق البراءة يشع من عيوننا، في هذا اليوم أجد نفسي مليئة بفرحة غامرة يشوبها شيء من ألم الفراق، فمن منا لا يكون سعيدا وقد اقترب الوقت الذي يجمع فيه ثمار ما زرع ويحصد فيه غلال ما بذر.

         وكيف لا يشوبه شيء من الحزن، وهو يعلم أنه يوصله إلى مفترق طرق و سيرحل عن هذا الصرح العلمي العالي الذي عشنا فيه أجمل أيام حياتنا، وبنينا فيه أصدق صداقات عمرنا، وحفظنا فيه أحلى ذكريات طفولتنا، في منارة مليئة بشموع احترقت لتضيء لنا طريقنا معرفة وعلما جديرة بأن نتوجه إليها بالشكر والتقدير، أنهم المعلمون والمعلمات أصحاب الفضل علينا، الذين لولاهم لما وصلنا إلى هنا ودون سلاح العلم الذي زودونا به لن نستطيع دخول معترك الحياة.

        ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والعرفان إلى أولياء أمورنا، آبائنا وأمهاتنا الذين صححوا  أخطاءنا وهفواتنا، وحملوا ما ألقينا به على كواهلهم من أعباء وهموم فأفنوا حياتهم في سبيل حياتنا حتى وضعونا على بداية طريق المستقبل الذي نصنعه بأنفسنا.

زملائي الخريجين، زميلاتي الخريجات

        لقد تجاوزنا إحدى المحطات الرئيسة في حياتنا لنبدأ رسالتنا في هذه الحياة، بعد أن حملنا سلاح العلم الأولى الذي يمكننا من دخول الجامعة وحمل سلاح العلم الثانوي لكي نساهم بشكل فاعل في مجتمعنا، هذا المجتمع الذي يحتاج إلى كثير من عطائنا وتضحياتنا من أجل الانتقال به من العالم الثالث إلى مصاف الدول المتطورة.

        فحتى نستطيع النهوض بالمجتمع لا بد من التنمية الشاملة لجميع مجالات الحياة، وهذا لا يتم إلا إذا تعاونا معا وعزمنا على النجاح، فالنجاح يحتاج إلى تصميم ومثابرة وهو ليس سهل المنال ولكنه يحتاج إلى تنظيم، وحتى ننجح لا بد لكل واحد منا أن يختار هدفه في هذه الحياة حتى يعيد الطريق الذي يريد أن يسلكه، فأنا أرى أن مستقبلنا الذي نختاره هو الذي يحدد حاضرنا.

        وإذا نظرنا من حولنا نجد أن واجبنا أيضا الدفاع عن عروبتنا وإسلامنا، حيث أن العالم الغربي يقف وقفه عدوانية للعرب والإسلام، حتى أصبحت صورة الإسلام في وسائل الإعلام هي الإرهاب، لذلك يتوجب علينا من العرب العمل على تصحيح هذه الصورة والعودة بالأمة العربية والإسلامية قوية كسابق عهدها.

        ولا يسعني في هذه  المناسبة الا أن أذكر فلسطين السليبة التي ما زالت تعاني تحت سياط المحتل الصهيوني الذي يزداد غطرسة يوما بعد يوم.

وكما قال ابن الرومي:-

          ولي وطن اليت إلا أبيعه         وألا أرى غيري له الدهر مالكا.

         فهذه القضية هي قضية كل شخص منا، يجب أن نعمل من أجلها وألا ننساها يوما، فمهما طال الليل فان فجراً جديداً سيبزغ ، وأدعو الله أن نلتقي قريبا على ثرى فلسطين الحبيبة لنصلي في حرمها القدسي الشريف.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

عودة