2008

كلمة الخريجين 

الطالب / وسيم الحمايل

 

معالي الدكتور هاني الخصاونة الأكرم ،،

السادة أولياء الأمور الكرام ،،

إخواني وأخواتي الطلبة ،

         أقف اليوم هنا وأنا أرى الفرح والفخر في عيونكم جميعاً ، لأننا نحني معاً ما زرعتموه وزرعناه طوال السنين الماضية ، ورغم فرحي إلا إني اشعر بغصةِ تخنق صوتي كلّما حاولت أن أقول : وداعاً مدرستي !!

         أقف اليوم لألخص لكم رحلتنا جميعاً عبر اثنتي عشرة سنة مرّت ، حملت في طياته الكثير من الفرح والجد والمثابرة والألم أحيانا .

فشكرا على منحي هذه الثقة وعلى منحي هذه الفرصة في هذه المناسبة الغالية والصعبة والمليئة بالمشاعر المتناقضة .

        لا أدري بماذا أبدا حديثي ؟! هل أبدا برحلتي اليومية التي كانت تبدأ بقبلة من أمي الحانية ، وتشجيع من أبي الحبيب ، ومن ثم انطلاقة مع عصافير الصباح لأصل بعدها إلى مدرستي الغالية أرتشف من مناهلها العلم والحكمة والقيم ، واستشرف مستقبلا مشرقاً يأخذ بيدي و يعييني على الجدّ والاجتهاد .

       أم هل أحدثكم عن هذه الجدران كم شهدت على صخبنا و لعبنا وجذلنا كل يوم .

       أم عن أصدقاء وأصحاب عشنا تفصيل أيامنا سوية وتشاركنا الأحلام والخطط والأهداف والكبوات والأمل .

       أم أحدثكم عن معلمين كانوا لنا نعم العون وخير الأسوة ، تأثرنا بهم وأحببناهم وتعلمنا منهم ، وتحملوا هفواتنا وصخبنا .

       أم أحدثكم عن صرح تربوي شامخ ومميز كاسمه " النموذجية العربية " يحمل من المعاني ويزرع ينا كل القيم العربية الأصيلة والتعاليم الإسلامية السمحة ، فكنا نحن أبناء النموذجية العربية التي سنظل نفخر دوماً إننا أبناؤها ونحمل قيمها .

       أم أحدثكم عنكم ! يا من صنعتمونا و ربيتمونا إداريين كنتم أو معلمين أو والدين ؟!

هل تذكرون كم تعبتم وسهرتم وتحملتم ؟ هل تذكرون دموعكم التي كنتم تخفونها عنا رغم أننا كنا السبب فيها ! سواء كانت خوفاً أم قلقاً ، أو ألما وحزنا ! أو خيبة أمل في بعض لحظات ضعفنا !! فاعذرونا وسامحونا أننا لم نعِ ولم ندرك حينها مثلما نحن ندرك ونفهم ونعي ونشعر اليوم ، فقد كبرنا بفضلكم ، وربما لولا هذه الدموع ما كنا نقف الآن هنا بهامتنا العالية التي نشعر إنها تطال النجوم لأننا كنا عند حسن ظنكم وحققنا أملكم ورأيتمونا نرتدي هذه البذلات التي تعلن لكم : لقد حان التخرج ، لقد آن أوان أن تقطفوا أول الثمار وتجنوا باكورة ما زرعتم !! فطوبى لكل الأيدي التي ساهمت في صنعنا ،وشكرا لأنكم موجودون في حياتنا فلولاكم ما كنا !!

         نعلم أن الطريق لا زالت طويلة ، وفيها الكثير من العقبات ، وتخبئ الكثير من المفاجآت ، لكننا ما عدنا نأبه بوعورة الطريق ، ولا نرتجف في عتم الليالي ولا برده ، لأنكم موجودون معنا وصرنا نعلم قيمة ذلك ، ولأنكم زرعتم فينا في كل يوم وكل دقيقة معنى جديداً للإيمان برسالتنا التي أعددتمونا لحملها .

         نعم لقد صرنا محصنين بكل ما نحمل من قيم وإيمان وعزيمة وكبرياء ضد أية هبة ريح أو حتى عاصفة فنحن أبناء النموذجية العربية التي اختارت نهجا مختلفا وظلت منارة للعلم والدين والخلق رغم ما اعترى الزمان من وهنٍ وخضوعٍ وضعفٍ ولحاقٍ بركب المادية البحتة ، والتجارة حتى في المبادئ والعلم والأخلاق .

        وسنكمل الطريق ونؤدي دورنا بهمةٍ عاليةٍ لننهض بمجتمعاتنا وأوطاننا وامتنا ، لنساهم في صنع تاريخ مشرق يليق بنا وبأمتنا ، ولن ننسى ما حيينا الأيدي التي زرعت في عقولنا و قلوبنا مبادئ العلم والأخلاق ، ولن ننسى هذا الصرح الذي شهد ولادة أول حرف خطّته أناملنا الصغيرة ، وها هو يشهد اليوم على أن أعوادنا قد اشتدت وصرنا قادرين على أن نودعه لننتقل بإذن الله لصرح اكبر نتوج به مبادئ العلوم التي تلقيناها هنا ، ونتخصص فيها لننفع مجتمعاتنا .

        لن أقول اليوم " وداعاً مدرستي " بل سأقول " إلى لقاء " لأن لقاءً قريباً سيجمعنا بإذن الله لنشهدك على ما سنحققه بعد أعوام قليلةٍ من ارتقاءٍ في درجات العلم، لتفخري بنا.

 

فإلى لقاء قريب يا مدرستي

 

 

عودة